▪️قصيدة
أدعبلُ شاهدتُ الحسين
وقبرٌ خفيٌّ للبتولةِ فاطمٍ
يُبادِلُها الآهاتِ بالعبراتِ
أجابتْ فماجتْ "يثرِبٌ" من شهيقِها
ومادَ "ثبيرٌ" من صدى الزفراتِ :
(أَدِعبلُ شاهدتُ الحسينَ مجدَّلاً)
وكانتْ دموعُ العينِ ماءَ فُراتي
أتيتُ إليهِ رغمَ كسرٍ بأضلُعي
أجرُّ ذيولَ الحُزْنِ بالعثراتِ
هويتُ بلطمِ الرأسِ لا الخدِّ عنْدَهُ
ولطَّختُ من قاني الدما وجناتي ١*
أراهُ على البوغاءِ تكويهِ شمسُها
قضتْ روحُهُ منْ كثرةِ الطعناتِ
تريباً ، سليباً ، عارياً ، عافراً على
رمالٍ كحرِّ الجمرِ متَّقِداتِ
عليهِ النصالُ الحاقداتُ تحزَّبتْ
لترجعَ بالأوصالِ مفترقاتِ
فللهِ فردٌ يستضيفُ بصدرهِ
مئاتٍ منَ النُّشَّابِ تلوَ مئاتِ
وفي خَصرهِ رمحٌ ، وفي القلبِ نبلةٌ
وأَعْضَاهُ لَمْ تُعْرَفْ مِنَ الضرباتِ
جمعتُ لهُ الأضلاعَ من بعدِ رضِّها
ليدفنها السجَّادُ ذو الثفناتِ
وما زلتُ عند الجسمِ ألثم نحرهُ
وأنظرُ منه الرأسَ فوقَ قناةِ
ينيرُ كبدرٍ أحمديٍ قضوا بهِ
لبدرٍ ديوناً من أبي الحملاتِ
أدعبلُ قُمْ وادعُ المحبِّينَ للبكا
فمِنْ بعدِ أبنائي سَرَوْا بِبناتي ٢*
يتامى، أيامى، صارخاتٍ ،نوائحاً
أسارى بقيدِ الشمرِ في الفلواتِ
حواسرَ ذابَ القيدُ تحتَ رقابها
فأنفاسُها نارٌ مِنَ الحسراتِ
عليْهِنَّ أرخى الرَّأسُ نوراً ومَنْعةً
فَكُنَّ عنِ الأنظارِ مُحتجباتِ
وفيهنَّ بالعسّالِ تُقرَعُ زينبٌ
وتُسحبُ منْ عاتٍ لآخَرَ عاتي
فما أهونَ الأيَّامَ منْ بعدِ سبْيِها
ليومٍ بهِ للثأْرِ ينهَضُ آتي...
___________________
١* جواباً على : إذاً للطمتِ الخدَّ فاطمُ عندهُ
٢*جواباً على : أفاطمُ قومي يا بنةَ الخير واندبي
https://t.me/AliOsailyAmily
تعليقات
إرسال تعليق