▪️قصيدة العليلة فاطمة (عليها السلام)
أَمَضَّ القلبَ داءٌ أيُّ داءِ ؟!
وغيرَكَ لستُ أعرفُ من دواءِ
بِبُعْدِكَ صارتِ الدنيا ظلاماً
فلا أدري صباحي من مسائي
أُسائِلُ عنكَ أعتاباً تراني
بضعفٍ وانتحابٍ وانحناءِ
فهل يا والدي ستقرُّ عيني
وتملؤها قريباً بالضياءِ ؟
أجيبُ "نعَمْ" سترجع دونَ شكٍّ
فيرجع لي الصدى بجوابِ "لاءِ"
أبي أصبحتُ هذا اليومَ أبكي
ولا أقوى على منعِ البكاءِ
لماذا الكونُ يكسوهُ احمرارٌ ؟
كأنَّ الشمسَ تسبحُ في دماءِ
ترى ذبحوكَ أمْ ذبحوا الأماني ؟
وهل قطعوا وريدكَ أمْ رجائي ؟
أبي ، في الريحِ أسمعُ صوتَ كسرٍ
فهل رضُّوا ضلوعَكَ في العراءِ ؟
ضلوعُكَ كنَّ للدنيا سماءً
اذا رُضتْ بها انطبقتْ سمائي
لماذا الأفق يخنُقُهُ دخانٌ
فهلْ بالنّارِ محترقٌ خبائي ؟
أبي ، مهدُ الرضيعِ يسيلُ نزفاً
فهل فطمتهُ أقواسُ الشَّقاءِ ؟
على قلبي سياطُ البعدِ تُلوى
كما تلوى السياطُ على النساءِ
وهل صارتْ رُقيَّةُ في السبايا ؟
فحُجْرتُها غدتْ بيتَ العزاءِ
لقدْ راحتْ وبالموتِ استراحتْ
وبتُّ أموتُ دوماً في بقائي...
▪️قصيدة لطم لمولاتنا العليلة عليها السلام
كأني بالعليلة فاطمة تزور قبر جدَّتِها الصدِّيقة فاطمة لتسألها السؤال الأصعب :
يا جدتي يا زهراءْ
عنْ والدي ما الأنباءْ ؟
تكوي فؤادي البَلْواءْ
طالَ الفراقُ
١/كفُلْكِ نوحٍ وحشتي ، "جُودِيَّهُ" انتظرتُ
أغرقني دمعُ الجوى فطالما سهرتُ
كأنتِ بينَ البابِ والجدارِ ما عُصرتُ
لكنَّني محنيَّةً أمشي فقدْ كُسِرتُ
آتي في الليالي...للقبرِ المُعفَّى
لا أشتمُّ عطراً...بل حُبَّاً وعطْفا
أشكو جُرحَ هجْرٍ...كيفَ الهجرُ يُشفى ؟!
فتَّ النوى لي عَظْمي
فلْيأْتِ لَوْ في الحُلْمِ
عمي، أبي، أو أمِّي
كلِّي اشتياقُ...طال الفراقُ
٢/"أمَّ أبيكِ" عاشَ خيرُ الخلقِ في أمانِكْ
يا طالما شمَّ جنانَ الخُلْدِ باحتضانِكْ
"أمَّ أبي" قد صرتُ إذْ نهلتُ منْ حنانِكْ
لكنْ زماني سلَّ سيفَ الغدرِ مِنْ زمانِكْ
لا أنساهُ لمَّا...نادى بالمحامِلْ
في الأطفالِ عني...لمْ أسمعهُ سائلْ
لمْ أرحلْ ولكنْ...هذا القلبُ راحلْ
ذي أضْلُعي يا جدَّهْ
منْ عِلَّتي في شدَّهْ
ترجو حسيناً وحْدَهْ
طُبِّي العناقُ...طالَ الفراقُ
٣/زهراءُ يا سيِّدةَ الحضورِ والغيابِ
عندي سؤالٌ وخذي روحي معَ الجوابِ
أينَ شعاعُ والدي ؟ وأنجُمُ الشبابِ ؟
وأينَ دفءُ عمَّتي ؟ وبسمةُ الربابِ ؟
بدرُ الليلِ يروي...عن شمسِ النهارِ
قدْ ملَّتْ تراني...في صحنِ الديارِ
حتى البابُ يشكو...حالي للجدارِ
أحكي لِعالِيْ النجماتْ
والريحِ ذاتِ الهبَّاتْ
عنْ لوعتي والمأساةْ
فيَّ احتراقُ...طالَ الفراقُ
٤/يا جدَّتي علمتِ ما كانَ وما يكونُ
فهلْ ترى تجمعُني بإخوتي السنينُ ؟
حديدُ داودَ بما أشعرُهُ يلينُ
لوجهِ "عبدِ اللهِ" كمْ يقتُلُني الحنينُ
آهٍ لِمْ أراهُ...في الماءِ القَراحِ؟
مذبوحاً تلالا...رأساً في الرماحِ
قدْ بثَّ التحايا...لي عبْرَ الرِّياحِ
آهٍ لأشجاني آهْ
عني مضى عبدُ اللهْ
مما أرى واويلاهْ
لا لا يُطاقُ...طالَ الفراقُ
٥/أجابتِ الزهرا بصوتٍ زلزلَ البقيعا
يا زهرةَ الحُسينِ لا تنتظري رجوعا
فقدْ دعتني زينبٌ وجئتُها سريعا
إذ بي أرى الحسينَ ملقىً عافراً صريعا
عُذراً نورَ عيني...ما عنهُ أقولُ ؟!
في الرمضاءِ عاري...تكسوهُ الرُّمولُ
جاءتْ ثمَّ راحتْ...تعلوهُ الخيولُ
والرأسُ فوقَ العسَّالْ
شمرٌ بهِ فخراً مالْ
والظعنُ بعدَ الإجلالْ
قسراً يُساقُ...طالَ الفراقُ
٦/عمّا قريبٍ سوفَ يأتي "بِشرُ" بالنَّعاءِ
أنَّ أباكِ قد قضى في طفِّ كربلاءِ
صِداقِيَ الماءُ ولكنْ ماتَ دونَ ماءِ
فما لهُ إلا دموعُ شيعةِ العزاءِ
قد أمسى طعيناً...والحورا سبيَّهْ
في تلكَ الرزايا...آذتني رزيَّهْ
أنَّ الظعنَ يأتي...ما فيهِ رُقيَّهْ
منْ بعدِ بابِ الساعاتْ
مرَّتْ بأقسى الساعاتْ
ماتَتْ بشتمِ الشاماتْ
قالَ العراقُ...طالَ الفراقُ
#لطم_للعليلة
#محرم_١٤٤٤هج
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
▪️وصول الامام الحسين عليه السلام :
إلى كربلاء قال الراوي: ثم إن الحسين عليه السلام قام وركب وسار وكلما أراد المسير يمنعونه تارة ويسايرونه أخرى حتى بلغ كربلاء وكان ذلك في اليوم الثاني من المحرم فلما وصلها قال ما اسم هذه الأرض فقيل كربلاء فقال عليه السلام اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء ثم قال هذا موضع كرب وبلاء إنزلوا هاهنا محط رحالنا ومسفك دمائنا وهنا محل قبورنا بهذا حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(المصدر : اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس - ص ٤٩)
___________________________
بالكربِ يتَّشحُ الوجودُ وبالبلا
مُذْ حلَّ سبطُ المصطفى في كربلا
يا "ثانِيَ الأيامِ" منْ شهرِ الأسى
أوريتَ في الأحشاءِ ناراً تُصطلى
تتنفَّسُ الأرواحُ رُزْءَكَ كُلَّما
ذُكِرَ الحُسينُ بِلا نصيرٍ في الفلا
فيكَ البتولُ بكتَ تُشاهِدُ رَحْلَهْ
قدْ حلَّ حيثُ قضى القضا أنْ يرْحلا
هذي (الطفوفُ) (الغاضريَّةُ) (نينوى)
بل (كربلا) حيثُ الزمانُ تكَرْبلا
آهٍ كأنَّ الرَّملَ يدعو فاطماً
يا بضعةَ الهادي استعدِّي للبلا
فهُنا ستُجْزَرُ كالأضاحي صَحْبُهُ
وبنوهُ حتَّى الطفلُ يلقى المَقْتلا
وهناكَ تُقْطعُ للكفيلِ كفوفُهُ
ويطيحُ مفضوخَ الجبينِ مُجدَّلا
يا فاطِمٌ لا تسألي تفصيلَ ما
يُفني الحياةَ إذا ذكرتُ مفصَّلا
فهنا حسينُكِ سوفَ يُرمى قلبُه
بمُثلثٍ يُبكي السماواتِ العُلى
وترينَ هَرْولةَ النساءِ لجِسْمه
لمّا الجوادُ يجيئهنَّ مُهَرْوِلا
إذْ بالحبيبِ على الصعيدِ معفَّرا
وعليهِ شمرٌ بالمُهنَّدِ قَدْ علا
آهٍ ربيباتُ الرسالةِ منْ هُنا
يُسحبْنَ بالأغلالِ ما بينَ الملا
يا ليتَ ما نزلَ الحسينُ ببقعتي
بلْ ليتَ قاعِي باللئامِ تزلزلا..
السَّيدةُ ام البنين (ع) وموقفُها في المحشر
يا أمَّ البنين (ع):
١/حقٌّ لِيَوْمِـــكِ أَنْ بكَـــتْهُ كُــلُّ عَيْنْ
يَا مَنْ فديَتِ بنيكِ في حُبِّ الحُسَيْنْ
لكِ عِندَ فاطِمةٍ غداً في الحشرِ دَيْنْ
وَمِنَ الوفاءِ بأَنْ تَرُدَّ لكِ الجميلْ..
٢/لنْ تَرْفعَ الزّهراءُ ضِلْعاً أوْ جَنينْ
كلاَّ ولا رأْساً لمقطوعِ الوتينْ
في هَمِّ فاطِمةٍ فقطْ أمُّ البنينْ!
ولِذا سَتَرْفعُ لِلسَّما كفَّ الكفيلْ
جواب السّيّدة أمِّ البنين:
٣/وكأنَّ يأتي الصَّوْتُ مِنْ أُمِّ الوَفاءْ
إنِّي وأبنائي لِنَعْليْهِ فِداءْ
يَا لَيْتَهُمْ نُثِروا جميعاً في الهواءْ
وحُسينُ لَمْ يُذبحْ على الغَبْرا جديلْ
جواب سيد الشهداء (ع):
٤/فيجيبُ نحْرُ السِّبطِ: يَا أُمَّ الأُسودْ
بُشراكِ قدْ جادُوا ووَفَّوْا بِالعُهُودْ
لَمْ أنْسَهُمْ..لَمْ أنْسَ مقْطُوعَ الزُّنودْ
عِندَ الفراتِ قضى ولمْ يشْفِ الغليلْ
٥/علَّمْتِهِ نادِ ابنَ فاطمَ :سيِّداهْ
قدْ هدَّ رُكني حينَ نادى يا أخاهْ
ألْفيْتُهُ مُلقىً رميلاً في دمَاهْ
ويقولُ إقْبَلْ يَا أخي هذا القليلْ!
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
مَنْ مِثْلُها بينَ البشَرْ ؟!…أمٌّ لشمسٍ وقَمَرْ !
١/قوموا اسألوا أُذْناً وعيْنْ…مَنْ مثلُها في الخافِقينْ ؟
"أمِّي" يُناديها الحُسينْ…للهِ ما هذا الفَخَرْ !!
٢/كانتْ إذا جاءَ الإمامْ…تقومُ بالحَمْلِ احْتِرامْ
ففي الحشا العباسُ قامْ…والأمُّ قامتْ في الأَثَرْ
٣/مُذْ بدْرُها العالي اكْتَملْ…في خجلٍ غابَ زُحَلْ
هذا أبو الفضْلِ البطلْ…منْها على الدُّنيا زَهَرْ..
٤/أوصتْهُ كُنْ يا ولَدِيْ…عُبَيْدَ سِبْطِ أَحْمَدِ
قَبِّلْهُ لا فوقَ اليَدِ…بلْ خُذْ لِرِجْلَيْهِ الدُّرَرْ
٥/قدْ بلَغَتْ أرقى يقينْ…في حبِّ ذي القلبِ الطعينْ
فأصبحتْ أمُّ البنينْ…بيتَ قصيدٍ في السِّيَرْ
٦/مَنْ عِنْدَها فقطْ أسَدْ…ترْفعُ رأساً لِلْأَبَدْ
كيْفَ بِمَنْ منْها انْوَلَدْ…أرْبعةٌ شَقُّوا الدَّهَرْ ؟!
٧/أكْرِمْ بِها مِنْ عالمَهْ…ترجو مقامَ "الخادِمَهْ"
أَمامَ وُلْدِ فاطِمَهْ…إذا مشتْ ، تُحْنِي الظَّهَرْ !
٨/قالوا : بمدْحٍ فَصِّلِ…قلتُ : افتحوا القلوبَ لِيْ
ذي زوْجَةُ المولى عليْ…قالوا : كفانا المُخْتَصَرْ !
٩/ ولِلْوفاءِ سيِّدهْ…تشعُّ كالزمرُّدَهْ
وَ جُودُها ما أجْوَدَهْ…عَرضُ يديْها ما انْحَصَرْ
١٠/صارتْ كَـ"أُختِ الفاتِحهْ"…لكلِّ قفلٍ فاتِحَهْ
بها الكفوفُ راجِحهْ…تعودُ يعلوها الظَفَرْ
١١/حاضنةُ المآتِمِ…أمٌّ لِكُلِّ لاطِمِ
بلْ أمُّ كلِّ خادِمِ…تَكْتبُ إسمَ مَنْ حضَرْ
١٢/قدْ هدَّموا قُبَّتَها…ما هدَّمُوا رُتْبَتَها
نبني غداً جنَّتَها…معَ الإمامِ المُنتَظَرْ
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
تعليقات
إرسال تعليق