المصدر مجلة الاحرار |
قصة قصيدة
يا شهر عاشور ما مثلك شهر
بيك أبو السجاد دلاله أنفطر
للشاعر الحسيني الشيخ ياسين الكوفي
عندما تنفس العراقيون الصعداء في ممارسة الشعائر الحسينية ، وعودة المجالس الى حياتها ونشاطها ، من خطب و توجيه وتعليم ، وبث الوعي والفكر الحسيني من خلال الخطباء الكرام ، والشعراء الاكارم ، والرواديد
الاكرمين ... أخذ العتبات المقدسة في العراق نشاط ملحوظ وفعال في التوعية والإرشاد والتوجية الديني في عموم البلاد والقرى والارياف وايصال صوت الحق والحقيقة بجهد وأجتهاد حتى رأينا مستوى الوعي الحسيني في صفوف الشباب المؤمن الغيور متمثلا بخط المرجعية الدينية وخير شاهد فتوى الدفاع الكفائي ضد أعداء الوطن الحبيب . كل ذلك ببركة عاشوراء والمنابر الحسينية التي تبث روح الجهاد في النفوس، ومن تلك الممارسات التي دأبت عليها العتبات المقدسة ( العتبة الحسينية المقدسة) مراسم تبديل راية القبة الحسينية وفق طقوس معينة الطقوس (قصيدة المرحوم الشيخ ياسين الكوفي مطلعها : يا شهر عاشور ما مثلك شهر ) من وزن الموشح ومن خلال البحث واللقاء بأسرة الشاعر الكوفي (رحمه الله) القصيدة قرأها المرحوم الحاج عبد الرضا النجفي وهي مسجلة ومؤرشفة لدى المهتمين بالتراث الحسيني ، ومن ثم قرأها ليلة أول محرم في طرف باب الخان عندليب المنبر والانشاد المخلص في خدمته المرحوم الحاج حمزة الزغير ( رحمه الله ) نقلاً عن الحاج الملا عبد الأمير الاموي الكربلائي ، وأشتهرت بصوته ومما جعل لهذه القصيدة وقع ملحوظ في النفوس
( العتبة الحسينية المقدسة ) جعلتها شعار (ليلة الأول من محرم الحرام من كل عام ). ذكر لي الشيخ هادي حفيد الشاعر ياسين الكوفي قائلا: إن(المرحوم حمزة الزغير كان يزور كل ثلاثاء بأستمرارية مسجد الكوفة المعظم ، ومسجد السهلة مع لفيف من الفضلاء والخطباء وعوام الناس ومن خلال تواجده في المسجد المعظم يلتقي بالشاعر الشيخ ياسين الكوفي تغمده الله برحمته) ، ويأخذ منه القصائد الجديدة المنظومة في مختلف المناسبات حتى يقرأها في مجالسه الكربلائية يومئذ ) يعتبر شاعر هذه القصيدة من أقطاب الشعر الشعبي في العراق ، له منزلة كبيرة بين أقرانه من شعراء الطف ، كان مكفوف البصر عوضه الله ببصيرة ، وهو من خدام مرقد الشهيد الجليل هاني بن عروة ( رضوان الله عليه ) وكان ( رحمه الله) يتخذ من المسجد المعظم غرفة تكون ملتقى للشعراء والرواديد بمحضر الشاعر الكبير الشيخ عبد الأمير المرشد ، والشاعر إبراهيم الخليل أبوشبع ومنسي البناء وغيرهم . حظى الشاعر الكوفي بمنزلة رفيعة المستوى من محبي اهل البيت ( عليهم السلام ، لكن للأسف الشديد كان يشكو شظف العيش وصعوبة الحياة ، لكن أنفاسه تتفجر شعراً وأدباً وخيالاً وتصويراً لم يسبقه أحد من شعراء عصره.
تعامل مع أبرز منشدي العراق منهم : ( جابر الكوفي ، فاضل الرادود ، عبد الرضا النجفي ، عباسالترجمان ، هادي بهلوان ، سيد فليح العوادي ، سيد محمد العوادي ، سيد محمد الشذر ، الشيخ أحمد جليل علوم ) وغيرهم .
طبع له ديوان صغير عام ١٩٦٢ م أعداد الشيخ محمد باقر الايرواني، لازال أسرته تحتفظ بالارشيف الشعري للمرحوم ياسين الكوفي على شكل دفاتر قديمة كتبت بأقلام الزعفران تنتظر من يطبع وينشر هذا الكم من القصائد الحسينية ، ومن خلال البحث وجدت مخطوطة نقلت من الأشرطة الكاسيت بيد الأستاذ الشيخ طاهر الشافعي النجفي ولا تزال تلك النسخةالمخطوطة تحت يده الكريمة . ومن أشهر قصائده التي لاتزال تستمع من حناجر الرواديدالكرام : (أصبحت مستشفى الإسلام يوادي كربله) ، وقصيدة ( الليلة بالخيم حنه وزينب يم أهاليها ) ، وقصيدة ( ياغايب الإسلام حل الوعد ) وهذه الانشودة التي قرأت من حناجر الماضين والمعاصرين في هلال شهر عاشور التي ترددها القلوب قبل الالسن:
يـا شــهــر عــاشــور مـا مـثلـك شـهـر
بــيــك أبـــــوســـجـــاد دلالـــــــه انــفــطــر
ياشهر عاشورهــيــجــت الــدمــع
بيك جسم حسين ظل بلا دفن
حسين خله الدمع يجري اعله الوجن
وأنفجع كلــب النبي سيد البشر
يـا شـهـر عـاشــوربــيــك أشجـم شـبـاب
ظل بيك بلا دفن فوك التراب
ياشهر عاشور حركوا للاطـنـاب
بــيــك ديـــن الــمــصــطــفـــى دامــــــي الـنـحـر
الرادود المرحوم حمزة الزغير |
تعليقات
إرسال تعليق