الحاج الملا باسم الكربلائي أيقونة الرثاء الحسيني (لقاء خاص مكتوب)

ملا باسم الكربلائي

الحاج الملا باسم الكربلائي أيقونة الرثاء الحسيني

حاوره :احمد ااكعبي
عدسة: علي سلام المؤمن
   


لا يزال العراق في صدارة البلدان الإسلامية في فن الإنشاد الحسيني منذ أن حَلّدت حادثة الطف الأليمة، وما أثارته من حزن وألم في نفوس المسلمين عموما وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) خصوصا، فأنبرى منهم من نعاه وبكاه بكلمات يتصدع لها الحجر الأصم ،وبصوت تهتز له القلوب وتخشع له الأبدان والنفوس ..



وبقى هذا الموروث الحسيني خالدا بخلود الذكرى الأليمة لفاجعة الطف الدامية، وتعاقبت أجيال من الشعراء والخطباء والمنشدين الذين شكلَّ كل منهم حضورًا واسعًا ومرموقا في ساحة الإنشاد الحسيني، بعد أن قدموا بأصواتهم الحزينة أروع القصائد الحسينية.

ويأتي في مقدمة ركب المنشدين الذين تمتعوا بالرؤية الأدائية الشمولية في أدائهم والتي جعلت منه منشدًا مجتهدًا وطموحا في تناوله وأحتوائه معظم الأساليب الأدائية المعتمدة في فن المنبّر الحسيني ضيفنا لهذا العدد من مجلة السفير الحاج الملا باسم الكربلائي.

السفيَر: نرحب اجلَّ التْرحيب بالصوت الحسيني الهادر الحاج الملا باسم الكربلائي في هذا الحوار الهادف والمثمر لنكون معه تحت ظل عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)

الملا باسم: حياكم الله، أهلا وسهلا بكم وبالإخوة والأخوات قراء مجلة السفير الكرام، وندعو الله تعالى أن نكون عند حسن ظنكم في هذا الحوار الحسيني المبارك.

السفيَر: كيف استطاع الحاج باسم الكربلائي أن يكون متنوعا في أدائه المنبّري الإنشادي، ليجذب هذا الكم الكبيَر من محبّي الإمام الحسين (عليه السلام) وبخاصة الشباب منهم ويدفعهم إلى التعلق بالقصائد الحسينية؟

الملا باسم: هناك علاقة وثيقة بين الإيقاع والأداء ونقصد بالإيقاع هنا الزمن الذي يحدد السرعة والبطء في أداء القصيدة الواحدة وهذه الخصوصية لها أثرها الكبيَر في أختلاف الأداء وتنويعه، كما إن لكل أيقاع وقعه الخاص عند بعض المتلقين دون غيَرهم، وهذه مسألة طبيعية جدًا إذ تعتمد على ثقافة ذلك المتلقي وعمره وذائقته وأحاسيسه ومشاعره، وهذا ما يستدعي من المؤدي  أن يكون متنوعًا ومتميزًا في أختياراته لهذه الخصوصية، ليحصل على أكبر عدد من الشباب والإلتزام بقضية المنبّر الحسيني على مختلف الأعمار وتنوع الثقافات والأذواق.

السفيَر:
اختياراتكم للقصيدة الحسينية ووضع اللحن وإطلاقه من على المنبر كيف تكون المعايير لذلك؟ 

الملا باسم:
إنَّ عملية اختيار النصوص لم تكن سهلة لدي كما يعتقدها البعض من المنشدين وحتى المتابعين، فهناك العديد من النصوص والأصوات لا يمكنها تقديم الأداء السليم والناجح، لماذا؟ لأن الإختيار لايكون إلا ضمن ضوابط عديدة أهمها المناسبة وصاحبها والوقوف على الدور المهم لتلك الشخصية، وإبراز معالمها وكراماتها للمستمع والمتتبع من الجمهور الحسيني، بل وحتى غيَر الحسيني منهم، لأن رسالة المنبّر الحسيني أوسع من أن نحصرها،  إذ أن النص الشعري يعتمد


على أختيار الشاعر وثقافته المنبّرية والولائية، ووضع اللحن الذي يناسب المكان الذي تُقرأ فيه، فمثلا طريقة الأداء في الخليج تختلف عن لبنان ومجالسها ،القراءة في لندن تختلف عن إيران ومجالسها، والقراءة في العراق تختلف عن القراءة في أمريكا وحضورها.

السفيَر: شاهدنا تنوع اللغات والأهداف في منبّركم، بم تعلل ذلك؟

الملا باسم: إن عملية توظيف واستعمال اللغات المختلفة يعد دليلاً على التفكر والدراسة والسعي الحثيث من أجل نقل المنبر الحسيني من الكلاسيكية القديمة إلى الحداثة العالمية، وهي ظاهـرة جديدة طرحت في الأداء والنص والعمل مما خلـق متابعين جـدد في بقاع العالم العربي والأوربي، علماً أن عدد اللغات التي تمكنا من طرحها من على منبرنا كانت خمس لغات غير العربية وهي: (الفارسية، الهندية، الأوردية،التركية والانجليزية)وكان الأداءبهذه اللغات باتقان وامتياز وسلاسةووضوح، بالإرتكاز والإتزان والجمال اذ أننـا عنـدمـا نـؤدي الشعر (القصيـدة) نتقـن إنشادها باللغات التي نـؤدي بهـا والـتي ذكرتهـا تـوا، ولا تظن أن العملية سهلة فإننا نعمل على أن تكون إجادتنا للعبارات كاملة من خلال وأظهار ملامحها وأحاسيسها، وكيفية ان يكون التأثير واضح المعالم على الجمهور المتابع لنا.

 السفير لديكم عمل طـرح هذا العام تحت عنوان ( بايعت عقلي)، ما هذا العمل وكيف تم إختيار النص وماهي فكرته وماهي آليات تصويره؟

 الملا باسم العمل من انتاج شركة (bk) وهـو مـن إخراج عباس يوسفي والنص الشعري للأديب لؤي حبيب الهلال، أما فكرة العمل فهي تتحدث عن التقليد والإلتزام الديني الذي ورثناه من حوزاتنا العلمية الشريفة، وتم التركيز على أن كل علم ي حياتنا اليومية له مصدر، وحوزتنا العلمية مصدر التشريع الإسلامي، وهـي مـن دون شك إمتداد لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد تم تصوير العمـل في مدينة العلم والعلماء

مدينة النجف الاشرف، ومسجد الكوفة المعظـم الـذي يعد مركز إشعاع فكري وعلمـي منذ عهد الإمـام عـلـي بـن ابـي طالب (عليه السلام) حتى يومنا الحالي، وقد تم عرض العمل – قنوات عديدة، ولاقى استحسان الجمهور والجهات المسؤولة والعامة، راجين من الله تعالى قبول هذا العمل.

 السفير: من خلال النشاط الملحوظ لكم مساهمتكم في طباعة الدواوين

ماذا يعني لكم هذا العمل المبارك؟ 

الملا باسم: هذا المشروع بدأ عام ٢٠٠٨م، وقبل ذلك عملنا في السعي لطباعة (الجزء الخامس من ديوان الشاعر الكبير الشيخ كاظم منظور الكربلائي) الذي متابعة المختصين + كيفية نطقها جمع بعد رحيله، ولسوء الظروف - ذلك الوقت لم يتسن لنـا طبـع الديوان
إلا أننا طبعنا بعد ذلك (ديوان الشاعر الكبير المرحوم عبـود غفلة النجفي)، وكانت طباعته رائعة من خلال الإخراج الفني للديوان، ونوعية الورق وجـودة الطباعة، ثم عملنا جاهديـن على طبع الدواوين المخطوطة لشعراء العترة (رحمهم الله تعالى) ومنها: (ديوان سلوة الذاكرين وديوان فاكهة القلوب للشيخ عبد الامير الفتلاوي)، (ديوان الشاعر الحسيني الشيخ مهدي الشعرية الحسينية للشعراء الماضين، الأمـوي الكربلائي )، (الجزء الثالث من ديوان منهل الشرع للمرحوم السيد عبد الحسين الشرع)، (ديوان الشاعر الكبير السيد صالح الحلي)، (كتاب عن سيرة ومسيرة الرادود الكبير جاسم النويني)، (ديوان الحاج عبد الرضا النجفي)، (سلسلة هذا ما قرأت من شعراء المنبر الحسيني بستة أجزاء) والعمل مستمر بعون الله تعالى والغرض منـه ليـس المنفعة المادية وإنما الفائدة المعنوية لحفظ هذا التراث الحسيني الأصيل ليطلع عليـه مـن قبـل الإخـوة الـكـرام من خطباء ورواديد وشعراء أدام الله توفيقهم جميعا.

السفير: كلمة أخيرة من الحاج الملا باسم الكربلائي لقراء مجلة السفير .

الملا باسم: أدعو من الله العلي القدير أن يرزقهم الله إدامة صلتهم بالإمام الحسين (عليه السلام) ومنبره، وزيارة قبره الشريف - الدنيا، وأن يرزقهم شفاعة الإمام الحسين (عليه السلام) يـوم لا ينفع مال ولابنـون، إلا مـن أتى الله بقلب سليم مليء بذكر الإمام الحسين (عليه السلام).

۳۵ | مجلة السفير العدد (76)

Al-safeer Magazine
مجلة عامة تصدر ْعن ديوان الوقف الشيعي ـ أمانة مسجد الكوفة والمزارات الملحقة به
السنة الثالثة عشرة - العدد السادس والسبعون - صفر ١٤٤٤هـ - أيلول ٢٠٢٢م