جرعناها | الملا محمد باقر الخاقاني - هيئة سيدة الوجود - العراق - بغداد (الليالي الفاطمية 1444 هـ) جَرَعـناهـا صُروفَ الدَّهْرِ جَرْعَا و قد ضاقَت بِنا الأيَّام ذرْعَا ـــــــــــــــــــــ نَديمي مدمعي و النَّوْحُ اُنـسي و يُصْبِحُ بالجوىٰ قلبي و يُمـسي فما يُجْدي التصَـبُّر و التَأسِّي لمن قد عاش طولَ العُمْرِ ينعىٰ عَليَّ الهمُّ نغَّصَ صَـفْـوَ عَيْـشي لضلعٍ قد تهشمَّ من قُريشِ فرُزءُ الطهْر فلَّ رَبَاط جـأشي و صارَ الحزنُ لي خُلقا و طبْعا عذابٌ كان أصلاً للعذابِ(١) و حَرْقُ البابِ بابٌ للمُصابِ فوَا لَهْفِي لمَن أبدي عِتابي ؟ و هل يُجدي العِتابُ إليَّ نَفْعا ؟ و هل يُبري انسكابُ الدّمْعِ كسْرا لِمَن مـاتت وراءَ الباب عَصْرا و لمْ تبْـلُـغْ مِنَ العشرينَ عُمْرا مَضَتْ مكسورةً قلباً و ضلعـا تُوَاري جُرحَها , تُخفي أساها و لَمْ تُخبِر عليَّاً ما دَهاها فَـتكسِرُ جَفنَها كيْ لا يَراها تسِحُّ عيونَها دمعاً فَدمعا فلطمُ الخدِّ - وَا حُزني عليْها - دعا الزهراءَ تلعَـنُ قاتِلَيْها و رنّاتُ السِّيَاطِ بِراحَتَيْها لهَا وَقْعٌ يصكُّ الكَوْنَ سمْعا قضَت مُسْوَّدَةَ المَتْنَيْ...